لماذا تسمى سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل

تعريف بسورة الإسراء

تعتبر سورة الإسراء من السّور المكّيّة أي التي أنزلت في الفترة المكّيّة لبعثة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وكسائر السّور المكّيّة تميّزت سورة الإسراء بأنّها ركّزت على جوانب العقيدة والإيمان والبعث والجزاء، وقد سمّيت هذه السّورة بهذا الاسم نسبةً إلى مناسبة الإسراء والمعراج التي حدثت في مكّة المكرّمة حينما أُسرِي بالنّبي عليه الصّلاة والسّلام من مكّة المكرّمة إلى بيت المقدس، ثمّ عُرِج به إلى السّماء فعاين من المشاهد ما عاين، وحيث فرضت الصّلاة على المسلمين، كما سمّيت هذه السّورة بسورة بني إسرائيل، فما هو سبب هذه التّسمية؟

تسمية سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل

سمّيت سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى ذكر فيها قوم بني إسرائيل وما حدث أو سوف يحدث لهم من الأمور المستقبليّة، فقد أخبر الله سبحانه أنّ بني إسرائيل سوف ترتفع رايتهم ويعلو شأنهم في الأرض مرّتين، ولقد اختلف العلماء والمفسّرون في هذا العلو والإفساد على عدّة أقوال وتفسيرات نذكر منها:

• القول الذي يرى أنّ هذا الإفساد والعلو حدث في الماضي وانتهى، فبعد أن طغى بنو إسرائيل وأفسدوا في الأرض بعث الله عبادًا له عليهم فجاسوا خلال ديارهم ودمّروا علو بنيانهم، ويرى أصحاب هذا القول إنّ من بعثهم الله هم المجوس أو البابليون أيّام نبوخذ نصر أو أيام الإمبراطور الرّوماني طيتس، حينما قدموا إلى بيت المقدس واستباحوها وساقوا بني إسرائيل سبايا إلى العراق، ونسبة العباد إلى الله لا تعني الصّلاح والتّقوى، فجاز أن يكون هؤلاء المرسلون إلى بني إسرائل كفّارًا، وهذا القول ينطبق على كلا الإفسادين لبني إسرائيل.
• القول الثّاني الذي يرى أنّ أحد هذين العلوّين حدث في الماضي على عهد نبوخذ بن نصر البابلي، عندما قدم إلى بيت المقدس واستباحها، وأنّ التّدمير الثّاني لإفساد بني إسرائيل سيكون في عهد المسلمين، وقد حدث في أيّام النّبي عليه الصّلاة والسّلام حينما حارب اليهود وهزمهم في عقر دارهم في معارك بني قينقاع وبني النّضير، وبني قريظة، أو أيّام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه حينما دخل بيت المقدس فاتحاً.
• أمّا القول الثّالث فيرى أنّ الإفسادين سيكونان بعد ظهور الإسلام وظهور الدّولة الإسلاميّة، وأنّ إفسادهم الأول كان في عهد النّبي عليه الصّلاة والسّلام، أمّا الإفساد الثّاني فهو ما يحصل حاليًا من تجبّر الكيان الذي يمثلهم وطغيانه في الأرض وسفكه للدماء، وأنّ الله في وعد الآخرة سوف يرسل عباده المؤمنين عليهم لهزيمتهم وتدمير إفسادهم وعلوّهم في الأرض وإلى الأبد.